:b (58): (( رسومات الأطفال المعوقين . . بطاقات يتداولها الكبار ))
لم يدر بخلد الطفل "ياسر" ذي العشر سنوات أن ما سترسمه ريشته سيصبح بهذا الحجم من الانتشار بل ويتخطى حدود المكان والورق ليصل إلى ملايين الناس.

لقد كانت محاولة "ياسر" ومن بعده محاولات أقرانه في القسم الابتدائي بمركز جمعية الأطفال المعوقين بالرياض للتعبير عن مشاعرهم ورؤيتهم في رسومات بسيطة باتت مشروع غير مسبوق استثمرته الجمعية لتحقيق عدة أهداف في مقدمتها التعريف بموهبة الأطفال المعوقين ومنحهم الفرصة لإثبات قدراتهم على تجاوز ظروف إعاقتهم.
وعلى مدى نحو عشر سنوات ومنذ انطلاقة هذا المشروع أتاحت الجمعية للراغبين من الشركات والمؤسسات والأفراد نماذج عديدة ومختلفة من رسومات أطفال الجمعية تتميز بحجمها المناسب وخياراتها الجميلة المتعددة وإمكانية استخدامها في العديد من المناسبات طوال العام كما أتاحت الجمعية للأفراد والمؤسسات إمكانية طباعة الشعارات والأسماء وعبارات التهنئة المختارة على هذه البطاقات.
عن هذا المشروع يقول الأستاذ عوض الغامدي أمين عام جمعية الأطفال المعوقين : تتضمن برامج التأهيل التي تتبناها الجمعية تنمية وإثراء قدرات الأطفال بهدف مساعدتهم في التغلب على ظروف إعاقتهم وإعدادهم للاندماج في المجتمع بما يتيح لهم خدمة أنفسهم والآخرين.
وأضاف . . .ومن بين منظومة الخدمات التعليمية والعلاجية والتاهيلية التي تقدمها مراكز الجمعية هناك برامج مخصصة لتنمية المواهب فالمعوقون لديهم الكثير من الإمكانات والطاقات ولا أدل على ذلك من إبداعهم هذه البطاقات التي أصبحت في متناول الكثيرين، كما أن فكرة هذه البطاقات تم تطويرها كواحدة من الأفكار التي تشغل القائمين على الجمعية في محاولة منهم لدعم مواردها بما يساعدها على تحقيق أهدافها المستقبلية، واللوحة الرائعة التي رسمها "ياسر" وعشرات أخرى من إبداع زملائه أصبحت الآن على هيئة بطاقات تهاني تتداولها الأيادي في الأعياد والمناسبات .
وأوضح الغامدي أن الجمعية تقدم خدماتها المجانية للآلاف من الأطفال المعوقين الذين يحتاجون إلى العلاج والتعليم والتأهيل، حيث تصل ميزانية تشغيل مراكز الجمعية المتعددة في كل من الرياض ومكة المكرمة وجدة والمدينة المنورة والجوف إلى حوالي 45 مليون ريال سنويا ولتغطية تكاليف رعاية الأطفال المشمولين بخدمات الجمعية من ناحية ولانضمام مراكز جديدة لمظلتها. لجأت إلى تبني عدد من برامج تنمية الموارد ومن ذلك انطلقت فكرة بطاقات التهاني من أهمها والتي حققت عائداً مالياً خلال العام الماضي وصل للجمعية إلى مايقارب المليون ريال .
ويضيف أمين عام الجمعية أن الجمعية بمراكزها المنتشرة تسعى إلى توفير الخدمة الشاملة المتخصصة المجانية للطفل المعوق سواء كانت علاجية أو تعليمية أو تأهيلية ومساندة أسرته في تقبل حقائق الإعاقة وطرق التعامل معها والقيام بدور فعال في مهمة تثقيف وتوعية المجتمع بمسببات الإعاقة وطرق الوقاية منها بقصد تكوين مواقف إيجابية للتعامل مع الإعاقة وقاية وعلاجاً. والمساهمة في بناء قاعدة علمية لبرامج رعاية المعوقين من خلال دعم البحوث والدراسات في هذا المجال.
واستطرد الغامدي . . وكما أسلفت فان البطاقات حققت نجاحا متميزا سواء في التعريف برسالة الجمعية أو تعزيز ثقة الأطفال بأنفسهم ورفع معنوياتهم بتأكيد قدراتهم على الإنتاج والإبداع ، كذلك تأتي تلك البطاقات في إطار الجهود الجبارة التي تسعى إليها الجمعية في محاولة لتوفير مصدر دعم جديد وثابت يسهم في مساندة مشاريع وخدمات الجمعية وقد حاولنا أن يساهم الأطفال المعوقين في خدمة ذواتهم وأقرانهم من خلال تأهيلهم واكتشاف إبداعاتهم ومواهبهم التي ترجمت في تلك البطاقات والرسومات الجميلة التي حظيت بإعجاب الكثيرين .. مؤكداً أن مثل هذه الأنشطة تهدف إلى رفع الروح المعنوية لهذه الفئة الغالية من الأبناء وأشعارهم بقيمتهم وقدرتهم على العطاء والإبداع وهو ما انعكس بشكل إيحائي في تفعيل برامج دمجهم في المجتمع، وذلك من خلال خلق جو من التنافس بين الأطفال وإعطائهم الثقة بالنفس بأنهم جزء من المجتمع ويتم الالتفات إلى إبداعاتهم والاحتفاء بها.
وأضاف الغامدي أن هذه البرامج والأنشطة تقوم بدور تعريفي بأنشطة الجمعية ورسالتها التوعوية التي تسعى من خلالها لتثقيف المجتمع بقضايا الإعاقة وحقوق المعوقين وطرق تنمية مهاراتهم وقد حققت هذه الأنشطة الفنية نجاحاً كبيراً انعكس جلياً على تسريع برنامج علاج وتعليم وتأهيل الأطفال المعوقين وأحرزت نتائج مبهرة في عملية دمج هذه الفئة من الأبناء في المجتمع. وفي الإطار نفسه تم مؤخرا الاتفاق مع إحدى الشركات الوطنية لتسويق بطاقات التهاني واللوحات المجسمة لبعض أعمال الأطفال بالجمعية وسيسهم هذا الاتفاق بحول الله في دعم الموارد المالية للجمعية وإبراز المواهب الفنية للأطفال المعوقين ، ودعا الغامدي رجال الأعمال والمؤسسات والشركات الوطنية للتواصل واستخدام هذه البطاقات لكونها عملا خيريا يدعم الخدمات المجانية المقدمة لهذه الفئة الغالية من الأطفال المعوقين .
________________________________________